Haouas Taguieh, 2 février 2011
الأزمة المصرية خمسة لاعبين بصفة عامة رغم التباينات داخل كل فريق. وتدور بينهم المباراة لأنهم يتفقون على المشكلة في هذه اللحظة وإن كان لكل منهم سببه، ثم يختلفون بعد ذلك في حلها، ولولا اتفاقهم على قاسم مشترك لما كانت هناك لعبة، فكما يقول بيير بورديو لا توجد منازلة إلا إذا وجد كل طرف رغبة فيها.
والرغبة المشتركة بين الجميع تتعلق بمشكلة ما بعد مبارك، فالجيش والأمريكيون والإسرائيليون يرون أن صحة الرئيس مبارك تتدهور، وعمره يتقدم، ومع ذلك لا يزال يماطل في تأمين انتقال السلطة، بل يبعث برسائل تخيف أعوانه وحلفاءه، فهو يرفض منذ ثلاثين سنة تعيين نائب له، ويسهر على رفع ابنه جمال في منازل الحزب الحاكم، ويصطحبه في مهمات دبلوماسية كبيرة، وتركه يحيط نفسه بقوى المال. وهذه علامات كلها لا تطمئن الجيش أولا، وتترك الأمريكيين والإسرائيليين في حيرة وارتباك. وكان من الضروري حسم مسألة تأمين انتقال السلطة بعد ذهاب مبارك حتى يحافظوا على الاستقرار بأهم حلفائهم في المنطقة العربية.